جدة: محمد خير ابو زيد
يغتبرالشيخ ساتي صالح محمد الراحل المقيم المؤسس من مواليد منطقة جبرونا بالولاية الشمالية رائد الدبلوماسية الشعبية وخلال مسيرته اكتسب سمعة طيبة وأخلاق سودانية اصيلة منذ قدومه الى ارض الحرمين الشريفين ارض الحجاز ومهبط الوحى المملكة العربية السعودية. هذه البلاد المباركة فى خمسينات القرن الماضى.
حيث استقر فى مدينة جدة عروس البحر الاحمر النافذة المطلة وكان خير جامع لابناء السودان القادمين للبحث عن عمل بجانب مساعدة الاهل وتحسين اوضاعهم والبحث عن بنت الحلال لتكملة نصف دينهم لعمل اسرة ممتدة . هكذا كان ولا زال حلم المغتربين السودانيين .
بالاضافة الي انه كان المرحوم العم ساتى صالح ابن الولاية الشمالية اهل للكرم والشهامة والمروة والاخلاق النبيلة وصاحب الابتسامة والوجه البشوش .
ومن خلال عمله بالمطعم آنذاك كان مطعمه قبلة السودانيين القادمين للملكة كانوا يطلبون من سائق التاكسى ذو اللون الاصفر إيصالهم الى باب شريف حيث مطعم عمنا المغفور له باذن الله الشيخ ساتى صالح وعند وصولهم المطعم الشهير والذى يعتبر اول مطعم سودانى بجدة.
حيث كان عنوانا لكل السودانيين الحجاج منهم والمغتربين لمراسلاتهم واماناتهم ومتلقى اجتماعاتهم .. ولم يقتصر ترحيبه باهل الغابة فقط بل امتد ليشمل جميع السودانيين .
لذلك نصب كاول رئيس للجالية السودانية في جدة.
وكان يلتقى بمن يلجأ اليه فى المطعم الكائن فى باب شريف ويستضيفه فى البيت الذى كان دارا لكل حجاج بيت الله وملاذا لكل المغتربين .
كان مهتما بالقضايا الاجتماعية والسعى فى حلها وله ايادى بيضاء فى ذلك .. وكل همه بالقضايا السياسية وله باع طويل فى اعمال الخير التى إمتدت الى السودان .
استضاف الشيخ ساتي صالح بمنزله بجدة الزعيم الراحل الرئيس اسماعيل الازهري مع عدد من وفد السودان الذي شارك في مؤتمر باندونق باندونيسيا عام ١٩٥٥م في طريق عودتهم الى السودان.
قام الشيخ ساتى صالح باستضافة المرحوم باذن الله الرئيس جعفر محمد نميرى خلال زيارته للمملكة العربية السعودية وذلك بمنزلة بحى الهنداوية العريق أحد احياء مدينة جدة الشعبية الشهيرة .. وكانت داره مفتوحة لكل المسؤولين السودانيين القادمين الى المملكة.
كما استضاف واحتفل ببعثة فريق الهلال السودانى خلال زيارتهم لمدينة جدة .. كما كان المرحوم الشيخ ساتى صالح متواصلا مع الجهات الحكومية والسلطات بالمملكة العربية السعودية وبامارة منطقة مكة المكرمة خدمة لابناء الجالية فى حل كثير من المعوقات والمشكلات التى تواجه أبناء الجالية فى المملكة وتذليلها وحلها .. وكانت كلمته مسموعه لدى الجهات الرسمية .
وشارك أيضا في افتتاح مطار دنقلا مع بعض أبناء الجالية من الولاية الشمالية على نفقتهم الخاصة .. وهناك كثير وكثير من الاعمال التى كان يقوم بها المرحوم ساتى صالح .. لكن ونسبة لضيق المكان فقد ذكرت بعضا منها ..
انتقل الى رحمة مولاه في عام 1998 ودفن في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية .. ألا رحم الله الشيخ الجليل ساتى صالح وأسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء ..