كشف والي جنوب كردفان المكلف، موسى جَبَر محمود، عن استئناف وشيك لأنشطة شركات التعدين بولايته، بيد أنه شدد على ضرورة وجوب اكمال الدراسات الفنية المتعلقة بجوانب البيئة والسلامة، وقطع جَبَر بأن صحة مواطن ولاية جنوب كردفان “أغلى من الذهب”، رغم أهمية دور التعدين في تحقيق التنمية بالولاية، واشار الوالي، خلال الاجتماع الأول لمجلس تنسيق التعدين بولاية جنوب كردفان بحضور وفد وزارة المعادن برئاسة المدير التنفيذي للوزارة رفقة الشركة السودانية للموارد المعدنية المحدودة ومجلس وزراء حكومة الولاية ولجنة الأمن والجهات ذات الصلة، أشار إلى أهمية اجتماع مجلس تنسيق التعدين وتأثيراته الإيجابية علو توطيد العلاقات بين المؤسسات الاتحادية والولائية والشركة السودانية للموارد المعدنية، مبيناً أن الاجتماع تم وفقاً للتوجيه للصادر من عضو مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن شمس الدين كباشي إبان زيارته الأخيرة لولاية جنوب كردفان ومحلية التضامن، بإيقاف الأنشطة التعدينية لحين معرفة الأثر البيئي للشركات التي تعمل في المجال، وقال الوالي إن زيارة الوفد جاءت بغرض الوقوف على مجمل الآثار البيئية وتقديم دراسة على إثرها يتم السماح للشركات بالعمل في معالجة مخلفات التعدين بعد استيفاء كل اشتراطات البيئة والسلامة المطلوبة، منوهاً إلى أن الاجتماع قدم نقاطاً مهمة وتوصيات سيتم بموجبها تقنين العمل في مجال التعدين، مشدداً على ضرورة تحقيق اشتراطات سلامة البيئة وسلامة المجتمعات الحاضنة لنشاط التعدين وتلافي المخاطر المترتبة على وجود المخلفات التي تحتوي على كميات كبيرة من الزئبق، آملا أن تستصحب المعالجة فصل الزئبق عن المخلفات لجهة أن ولاية جنوب كردفان تقع في نطاق السافنا الغنية ذات الأمطار الكثيفة والخيران والمجاري المائية التي ينهل منها الإنسان والحيوان، مشدداً على ضرورة أن تتم المعالجة وفق الطرق العلمية، وطمأن جَبَر المواطنين بأن تأخير العمل في مجال التعدين منذ انعقاد مؤتمر التعدين في أبريل من العام الماضي جاء لضمان سلامة البيئة واستيفاء الاشتراطات الصحية، وطالب الوالي شركات التعدين بضرورة بقياس الأثر البيئي وهو المحك الذي يحدد استمرار عمل الشركات أو توققها.
وفي السياق قال المدير التنفيذي لوزارة المعادن جيولوجي مستشار أحمد هارون التوم إن اجتماع مجلس تنسيق التعدين بولاية جنوب كردفان تناول بالبحث والنقاش كل القضايا التي تهم التعدين، مؤكداً الاتفاق على تطبيق كل الاشتراطات البيئية على مستوى التعدين وكل الأنشطة المصاحبة له بجميع مناطق الإنتاج بولاية جنوب كردفان والاتفاق على مباشرة كل الشركات للتعدين بالولاية بشقيها معالجة مخلفات التعدين أو شركات الامتياز و شركات التعدين الصغيرة، وتابع سوف تباشر الشركات عملها عقب صدور قرار من الوالي، عطفاً على الالتزام بترحيل وجمع كل مخلفات التعدين بولاية جنوب كردفان في مناطق آمنة قبل حلول موسم الأمطار، وأعرب هارون عن سعادته بمخرجات الاجتماع والقرارات التي سوف تصدر على المستوى الاتحادي والولائي والمحلي لجهة خلق استقرار لتحقيق صناعة تعدينية آمنة تحافظ على البيئة وتعزز من السلامة والصحة المهنية وتنهض بالمجتمعية المحلية وتحقق الربط المطلوب من وزارة المعادن الاحادية والولاية والمجتمعات المحلية والوحدات الإدارية، مؤكدا أن المخرجات ملزمة لكل الأطراف، كاشفاً عن مناقشة إشكالات التعدين بمحلية التضامن باستفاضة مبيناً أنه تم التوافق على مزاولة نشاط التعدين بالمحلية بعد سلسلة مشاورات وتوافق المجتمعات المحلية، ولفت هارون إلى أن ولاية جنوب كردفان تأخرت كثيراً في جانب المسؤولية المجتمعية لتداعيات وظروف أمنية حالت دون تحقيق رغبة المجتمعات المحلية في التنمية وبسط الخدمات، مؤكدا التوافق على دخول الشركات بعد عدة ورش، تنويرية وتوعية، واعداً بتخصيص موازنات للمسؤولية المجتمعية لكل المحليات ورئاسة ولاية جنوب كردفان بطريقة مدروسة، وكشف هارون عن وجود لجان لحملات توعية وإرشاد بيئي وإرسال قوافل توعية للولاية، لافتاً إلى امتلاك وزارة المعادن خطة واضحة لدخول الاستثمار عبر شركات أجنبية ذات قدرات مالية وفنية عالية للولاية خاصة شركات الامتياز، وتابع أن شركات معالجة مخلفات التعدين حصرية على المكون المحلي، مشيراً إلى عمل ترويج للثروات المعدنية في باطن الأرض في ولاية جنوب كردفان لتستفيد الولاية من الثروات المعدنية وتدريب أبنائها وتخصيص حصص لهم في العمالة وفق التخصصات المطلوبة.