تاركو ” حلقت بمعاني الصداقة والوفاء قبل أجنحة “البوينج”* *قسم الخالق “قاسم” رفيقه “المِحنة” بوشائج “المَحَنّة” فكانت “المنحة

الخرطوم :سودان بزنس

لعل الجميع في سوداننا الحبيب تابع الإمتحان العسير الذي مرت به شركة تاركو للطيران، وهي تتعرض للسهام والإتهام والهجوم المسموم في منصات الإعلام المختلفة، أتهمت وحكم عليها حتى قبل أن ينطق القضاء بحكمه، لكن إدارة الشركة وفريق عملها تعاملت بصبر وإحتمال حتى انجلت غمة حبس مديرها العام سعد بابكر الذي ظل بين القضبان لأشهر متطاولة لم تفت في عضده وتماسكه وزادته يقيناً بعدالة قضيتهم، وعندما نقول قضيتهم نعني ذلك فهي لم تكن قضية سعد في شخصه، بل كانت قضية مؤسسة وطنية ناجحة فيها شركاء وفريق عمل كلهم كانوا قمة في التماسك لعبور الإمتحان.
نعم كان شريك سعد بابكر السيد قسم الخالق بابكر هو أيضاً شريك الإتهام ودافع ونافح عن شريكه وعن الشراكة وعن المؤسسة التي بنوها بالعرق والسهر والتعب والجهد والإخاء والوفاء حتى صارت صرحاً يشار له بالبنان.
*معاني الإخاء*
كان سعد بابكر مسنوداً بأخيه وشريكه قاسم الخالق وهو يتحرك في كل المساحات من خارج السودان ومن داخل السودان بالاتصالات والمؤازرة والتوجيه وكأني بسعد يمتدح أخيه قسم الخالق ويردد مع الشاعر :
رفيقي الواجبة باذل ليها دمك ومالك
وفي وكر الهرف كضب البقع قبالك
فرسان المواقع الصعبة عمك وخالك
أبوك زرعك مناصح طينة ما لفالك
*دينمو الحراك*
كان رئيس مجلس الإدارة دينمو الحراك بإمتياز لرفع الظلم عن صديقه وعن نفسه وعن المؤسسة ولم يحل بقاءه في الخارج عن القيام بدوره المنوط به وواجبه ولم تنقطع اتصالاته ومتابعاته للحظة طوال الأشهر الصعبة التي واجهت الشركة وإدارتها.
وقد كان همه في المقام الأول أن يكون رفيق دربه سعد حراً طليقاً مجسداً معاني القول :
فما أكثر الأصحاب حين تعدّهم ولكنّهم فـي النّائبات قليل

فقد كان قسم الخالق من هؤلاء القليل وهو يتصدى للمهمة بهمة ووعي وإتزان ومحبة حتى خرج سعد لفضاء الحرية والعمل والأمل وليقود الشركة من نجاح إلى نجاح، ولا غرو، ولا غرابة فإن تاركو في الأصل حلقت بمعاني الصداقة والوفاء قبل تحليقها بأجنحة البوينج والإيرباص في فضاءات الدنيا الفسيحة.
وقديماً قيل:
لا تحسبوا أنّ الصداقة لقيَة
بين الأحبة أو ولائم عامرة
إنَّ الصداقة أن تكون من الهوى كالقلب للرئتين تنبض هادرة
*عبور*
بهذه المعاني السامية والتآخي والصدق والمحبة عبرت تاركو عبوراً حقيقياً للأزمة والمطبات التي حاولت تكبيلها وقص أجنحتها وخرج سعد بابكر من محبسه وكان لقسم الخالق دوراً مشرفاً كالعهد به تجاوز إطار الشراكة التجارية إلى الشراكة الأخوية الصادقة وقاسم رفيقه “المِحنة” ب”المَحنّة” وكانت “المنحة” المنحة الربانية بالإنصاف والجميع يشهد للشركة وإدارتها بنظافة اليد وسلامة التعامل وعدالة القضية ونبل الهدف وخدمة البلاد والعباد وكانت المحنة خروج سعد وفي الإنتظار الفرحة الكبرى المتوقعة بصدور قرار البراءة وشطب الإتهام لتمضي تاركو في فضاء النجاح ومسيرة الفلاح تاركة في نفوس الحاسدين الحسرة وعض بنان الندم وراسمة على وجوه محبيها الفرحة والإبتسامة والعشم.