المجلس الاستشاري لشرق السودان يصدر بيان شديد اللهجة حول ورشة تجمع المهنيين ورؤية المجلس الاستشاري لحل قضية الشرق

بعد ان استبشرت جماهير شرق السودان  بقرب التوصل لتسويه قضية شرق السودان خاصة بعد التوقيع علي الاتفاق الاطاري  ووضع ملف الشرق في صدارة  الملفات التي يستهدف الاتفاق معالجتها ،
عادت قوي الحريه والتغيير –  المجلس المركزي –   لاستخدام ذات ادواتها القديمه واساليبها المجربه في  مجامله افراد من  قادة مسار الشرق  علي حساب حقوق شعب باكمله واصرارها علي اعتماد مسار الشرق باتفاقية جوبا كمرجعيه لمعالجة قضايا الشرق  كانهم (لم يتعلموا شيئا ولم ينسوا شيئا) .

وفي هذا الشأن عقد تجمع المهنيين السودانيين خلال الفترة من  4 و8 يناير 2023 بدار الاطباء بالخرطوم  ورشة عمل تحت عنوان القضايا التفصليه في الوثيقةالدستورية “قضية شرق السودان” .
شارك المجلس الاستشاري لشرق السودان في هذه  الورش وساهم  في النقاشات وبغرض الوقوف علي رؤية قوي الحرية والتغيير لمعالجة قضية شرق السودان خاصة بعد ان تم وضع ملف شرق السودان ضمن خمس ملفات ساخنه يستهدف الاتفاق الاطاري معالجتها .
واصدر تجمع المهنيين توصيات ورشه  الشرق  ، وقال انها تم التوصل اليها  بمشاركٍة واسعة للمكونات السياسية والمدنية والعلمية  والمجتمعية بشرق السودان .
كشف المجلس الاستشاري عن عدم  خروج الورشة
بنهج وتعامل تجمع المهنيين مع قضية شرق السودان  وعن نهج العقلية المركزية  الموروثه في التعامل مع قضايا الاطراف .

وقال البيان رغم ان المجلس الاستشاري قدم توصيه لاستكمال  الورشه الافتتاحية   بعقد ورش اخري في الولايات الشرقية ، خرجت ورشة تجمع المهنيين التي عقدت  بالخرطوم ليومين بمن حضر في غياب كيانات سياسية واجتماعية ومدنية وعلمية فاعله علي ارض الواقع من اصحاب المصلحة ، خرجت ورشة تجمع المهنيين بتوصيات نهائية  تقرر في مصير قضية بحجم وعمق وتعقيد قضية شرق السودان .

ولنتقد الورقه الرئيسيه في الورشة التي قدمها باشمهندس عادل ابراهيم وزير الطاقه الاسبق التي لا  علاقة لها بقضايا شرق السودان  ما عدا ماجاء بشأن كهرباء الشرق ومحطة كهرباء بورتسودان ومعظم حديث مقدم الورقه كان حول انجازاته الشخصيه في قطاع الطاقه والتعدين ابان توليه المنصب .

اما الورقه الثانيه التي قدمها الناشط الاستاذ  ابوفاطمه اونور  بعنوان  الغبن التنموي بالرغم من انها كانت ورقه ممتازه لم تتضمن في توصيات الورشه ، الامر الذي اثار الشكوك  حول ما اذا كانت  توصيات الورشه معده سلفا وجاهزه علي نهج ممارسات  النظام البائد  .

واشار البيان الي ان الحضور كان واضحا بشكل لافت و تم اغراق الورشه بحشد من مؤيدي مسار الشرق المصنوع  باتفاقية جوبا ، ولم يكن من الصعب علي القائمين علي الورشه اكتشاف هذا  الامر برصد اتجاهات النقاشات والمداخلات وذلك للحفاظ علي حياديه  التوصيات وتجنب انحياز الورشه لاحد اطراف الصراع بشرق السودان .

وأكد أن هذا كنتيجة طبيعية لسيطرة مناصري مسار الشرق علي النقاشات في الورشه واستغلالهم لجهل وسذاجة القائمين علي امر الورشه ، جاءت معظم توصيات ورشة تجمع المهنيين منحازه تماما وداعمه لاتفاقية  مسار الشرق المصنوع  بمفاوضات جوبا .
وعبرت توصيات ورشة تجمع المهنيبن عن هذا الدعم بصورة اوضح كما ورد نصا  في التوصيه الاتيه :
( الإستفادة من مكتسبات إتفاق سلام جوبا ومالم يُنفذ في الإتفاقيات السابقة مثل إتفاق أسمرا ) .

مع العلم ان القاصي والداني يعلم ان شرق السودان  لم يجن من سلام جوبا اي مكاسب سوي الخراب والدمار بسبب مسار الشرق الذي فجر الاوضاع السياسية والنزاعات القبلية والاقتتال وانفراط الأمن  بشرق السودان .

وشكك البيان في  توصيات ورشة تجمع المهنيين  فقرات عديده مقتسبه من مسودة اتفاق سلام الشرق باتفاقية جوبا .

وقال البيان لكن اخطر ما جاء في توصيات  ورشة تجمع المهنيبن ما ورد نصا  في باب  قضايا المجتمعات والنزاعات الاهلية بتجريد الإدارة االاهلية من أي سلطة على الأرض وإستبدالها بالدولة
و الحل القومي لقضية شرق السودان وعدم اختزالها في قوميات معينة

واوضح ان التوصية بعمل موتمر عام لقضايا الأرض في السودان ونزع سلطة القبائل علي اراضيها وتجريد الاداره الاهليه من دورها الاهلي في مجتمع تقليدي  مثل المجتمع السوداني هذه دعوه جديده للفتن والنزاعات القبلية كما حدث في سابقا في الشرق والنيل الازرق وغيرها  .

وتسأل  هل يدرك تجمع المهنيين وقوي الحرية والتغيير خطوره هذه التوصيه
اما بشأن توصية ( الحل القومي لقضية شرق السودان وعدم اختزالها في قوميات معينه) .

نعم المجلس الاستشاري لشرق السودان  يدعم الحلول القوميه من اجل مخاطبة جذور الازمه السودانية .
ولكن نري ان  استخدام  عبارة عدم اختزالها في قوميات معينه عباره غير موفقه وتشير من طرف خفي الي مطالب البجا برفع المظالم التاريخيه عنهم .

اي كان القصد نري ان استخدام مثل هذه العبارات  تحمل روح عدائية ضد من يطالب برفع الظلم  وتعتبر دعوه  لرفض  المطالبه بالتمييز الايجابي لتعويضهم عن التهميش البشري والغبن التاريخي .

وكذلك التوصيه الخاصه بعقد مؤتمر عام لقضايا الاراضي بشرق السودان مع عدم وجود تحدي او نزاع حول ملكية  الاراضي بالشرق  تستبطن سوء نيه ضد اصحاب الحق التاريخي في الارض .

ما ورد في توصيات ورشة تجمع المهنيين  في باب قضايا المجتمعات والنزاعات الاهلية يتسق تماما مع ما ورد في مسودة اتفاقية سلام مسار الشرق  في باب قضايا الاراضي والسدود  البنود 60، و61و 65 و66
حيث تتحدث هذه البنود عن انشاء مفوضيه لاراضي شرق السودان ومراجعة ملكية وتسجيل الاراضي  واعادة توزيع الاراضي الزراعيه .
والبند 65 يتحدث عن معالجة اوضاع النازحين وتوفيق اوضاعهم .
مع العلم ان لا يوجد في شرق السودان نازحين داخليا بل توجد معسكرات لاجئيين .
التركيز علي مفوضية الاراضي واعادة توزيع الاراضي الغرض منه تمليك الاراضي للاجئيين تحت مسمي النازحين .
البنود اعلاه  والوارده في اتفاقية  سلام مسار الشرق التي تتحدث عن الاراضي هي التي فجرت ثوره جماهيريه بشرق السودان ضد مسار الشرق للاسف ادت الي نزاعات قبلية راح ضحيتها ابرياء .
كما زادت الشكوك  حول  وجود  مؤامره دوليه واقليميه داعمه لمسار الشرق من اجل جعل شرق السودان مخزنا  اللاحئين  الوافدين للشرق من دول الجوار للحد من الهجره غير الشرعية الي اوروبا .

بناء علي ما تقدم  يري المجلس الاستشاري ان نهج  قوي الحرية والتغيير لمعالجة قضية شرق السودان عبر عقد  الورش والمؤتمرات الانتقائية غير مجديه ولن تحل القضيه  وبل ستعقد المشهد  وستزيد من الانقسام المجتمعي وربما يزيد  ويضاعف الشعور  بالغبن التاريخي لدي مواطني الشرق تجاه الحكومات المركزية  الامر الذي قد يؤدي الي تفجر تمرد جديد في الشرق .
يري المجلس الاستشاري ان نهج قوي الحرية والتغيير في ادارة ملف الشرق  امتداد لفشل النخب المركزية وتخلف الاحزاب السودانية عن التصدي لقضايا انسان شرق السودان مما خلق فراغ سياسي بادرت الزعامات الاهلية لملئه .

يري المجلس الاستشاري ان الاطراف الموقعه علي الاتفاق الاطاري (الحرية والتغيير والمكون العسكري ) يفتقدان للارادة السياسيه وانهما غير مؤهلان سياسيا لادارة ملف اقليم مثل الاقليم  الشرقي الذي اصبح ساحه لتنافس الاقليمي والتكالب الدولي ، اقليم شعبه يعاني من غبن تنموي مستوطن ويواجه اباده صامته تحت وطاءة الفقر والامراض الفتاكه  ، اقليم يشهد جرائم تغيير ديمغرافي ويعتبر اكبر مخزن للاجئيين العابرين والمستوطنين في افريقيا  .

لذلك يدعوا المجلس الاستشاري لشرق السودان بان تتولي الامم المتحده ملف التسويه  بشرق السودان وان تتم مصالحات قبليه ومن ثم تخصيص منبر تفاوضي منفصل لشرق السودان  لا يستني احدا تحت إشراف الامم المتحده يكون التمثيل فيه عبر المحليات تفاديا للتمثيل عبر الكيانات القبلية وضمان اشراك اصحاب المصلحه الحقيقيين .