صرح احد مراكز الدراسات الامريكية بماتوصلت اليه دراسته حول الاوضاع بالبلاد حيث اعلن ان تجميد المساعدات الدولية يعجل بانهيار السودان ! وكأنه توصل الي علوم كونية جديدة لم تكن معروفة من قبل ! والجميع يعلم ان عنوان المعضلة السودانية الابرز هو
تردي الاوضاع الاقتصادية !
يتساءل الجميع حول موقف امريكا التي تسيطر علي صناديق التمويل الدولية ! وهي التي امرتهم بالتجميد ، بعد ان سارعت قبل الجميع بتجميد دفعية مساعداتها التي تبلغ 700 مليون دولار مباشرة بعد قرارات الجيش في الخامس والعشرين من اكتوبر! وهي تعلم ان مشكلة السودان اقتصادية بامتياز ! وخنقه اقتصاديا بتجميد المساعدات يعتبر رصاصة الرحمة التي تطلقها امريكا علي السودان الذي تدعي مساعدته! حيث يرى الجميع ان قضية التجميد دون ريب توضح حجم استخدام وتوظيف صناديق التمويل في العمل السياسي كآلية واداة لتنفيذ الاجندة الخاصة بعواصم القرار الدولي وعلي رأسهم امريكا!
ان امريكا ومراكز بحوثها انما تعيش حالة من الازدواج وتغبيش الرؤية ورفع الحرج بمثل هذه التوصيات لانها هي من يتحكم في انسياب هذه المساعدات خاصة بعد تطبيع علاقتها مع السودان بصورة كاملة من خلال تعيين سفير لها بالخرطوم اضافة الي تبنيها للاتفاق الاطاري الذي يمثل اجماعا مقبولا يمكن ان يقود لحكومة مدنية كما تريد امريكا بما يؤكد انتفاء الاسباب التي ادت للتجميد! اذن لماذا لم تفك تجميد مساعداتها هي علي الاقل لتجنب انهيار البلاد الذي تحذر منه ، ام ان ذلك ماتسعى له؟
تلويح امريكا باهمية انسياب المساعدات الدولية التي تتحكم في مانحيها او بايعاز مباشر منها يعتبره البعض ديدن التعامل الامريكي مع دول العالم واستخدامها للعون الانساني والاقتصادي كآلية لتركيع الشعوب ودولها ! وهي الان حينما تتباكى علي السودان خشية الانهيار وهو من فعلها وبارادتها! انما ينطبق عليها المثل القائل ( يقتل القتيل ويمشي في جنازته) وهاهي امريكا تعجل بانهيار البلاد نتيجة تجميدها للمساعدات الدولية وتقتلها بذلك كما هي بهذه التحذيرات الجوفاء تحاول المشي في جنازتها للتشيع ايضا حتي تطمئن انها قبرت تماما ودفنت تحت الثرى!