قال الدكتور عبدالحليم بشارة الخبير والمحلل السياسي إن الزخم الدولي الذي صاحب رعاية الاتفاق السياسي الاطاري بين المكون العسكري وبعض المكونات المدنية وزخم حضور حفل التوقيع إذا لم يترجم عملياً بتقديم دعماً إقتصاديا معتبراً للسودان كما وعدت بذلك كل من الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا ودول الترويكا الاوربية والامارات والمملكة العربية السعودية فإن العملية السياسية التي سيفرزها الاتفاق الاطاري والنهائي ستكون كسيحة وستفشل حتماً مؤكداً أن السودان يعاني من إنهيار إقتصادي كامل وازمة إقتصادية حادة أمسكت بتلابيب الدولة السودانية وخنقتها وان المواطن السوداني لم يعد يطيق الحياة أويتعايش مع تلك الازمة مؤكداً أنه لن يوجد أو يخلق إستقرار سياسي وامني في السودان بدون خلق إستقرار إقتصادي.
وأضاف بشارة إنه فيما يبدو ومن واقع حضور التوقيع على الاتفاق فإن المجتمع الدولي راضي تماماً عن الاتفاق الاطاري إن لم يكن ساهم في صناعته ووضع الكثير من بنوده لافتاً إلى أنه لايكفي فقط حضور حفل التوقيع وإلتقاط الصور التذكارية مع الاطراف السودانية مشدداً على أن المجتمع الدولي يعلم تماماً مايحتاجه ويطلبه منه السودانيين مشدداً على أنه يجب على الولايات المتحدة الامريكية سحب الفيتو الذي رفعته ضد السودان في كل المؤسسات المالية الدولية منذ الخامس والعشرون من إكتوبر العام الماضي وفك حجز المساعدات المالية التي أقرتها للسودان موضحاً أنه أيضاً على الاتحاد الاوربي ودول أوربا الغربية خاصة بريطانيا وفرنسا والمانيا ان تقدم مساعدات إقتصادية عاجلة للسودان منوهاً إلى أنه من غير المعقول أو المقبول ان تتدخل الدول الغربية في شئون السودان الداخلية وتحجم عن تقديم المساعدات اللازمة له.
وعبر الدكتور عبدالحليم بشارة عن خشيته من حنث المجتمع الدولي بوعوده للسودان وإحجامه عن فك الحصار المفروض عليه وتسوية ديونه مؤكداً أن هنالك شواهد سودانية كثيرة لم يوفي فيها المجتمع الدولي بوعوده للسودان كان أخرها عدم دعمه لحكومة حمدوك الاولي مشيراً للمقال الشهير الذي تم نشره في صحيفة الواشنطن بوست واكد كاتبه أن الغرب هو من أسقط حمدوك لانه لم يقدم لحكومته أي مساعدات إقتصادية تمكنه من الصمود.