عاشت الدولة السودانية خلال الفترة الماضية في اوضاع سياسية واقتصادية وأمنية بالغة التعقيد عقب الإجراءات التي اتخذها الفريق أول عبدالفتاح البرهان رئيس المجلس السيادي الانتقالي في الخامس والعشرين من إكتوبر من العام الماضي 2021م ما اطلق عليها الفريق البرهان بعملية تصحيح المسار السياسي في السودان وما صاحب ذلك من تجاذبات وتقاطعات سياسية كبيرة مما زاد المشهد السياسي والامني والاقتصادي في البلاد تعقيداً وإحتقاناً كاد ان يعصف بالاستقرار السياسي والامني في البلاد .
كان يوم امس يوماً إستثنائياً ومشهوداً في العاصمة الخرطوم بحيث تم التوقيع على اتفاقاً اطارياً بين قوى الثورة والمكون العسكري بحيث تضمن الاتفاق قضايا كثيرة ابرزها تشكيل سلطة مدنية لقيادة الفترة الانتقالية المقبلة والتي نص الاتفاق على ان تكون مدتها عامان تبدأ من تعيين المجلس السيادي الانتقالي و رئيس الوزراء والمجلس التشريعي الانتقالي .
إنّ هذا الاتفاق السياسي الإطاري لا يمكن رفضه باي حالٍ من الأحوال من اي قوى سياسية مؤمنة بالتحول الديمقراطي الانتقالي لانه يؤسس لسلطة مدنية وينتصر لخيارات الثورة والشعب السوداني الصابر والمحتسب وهو المطلب الحقيقي الذي ظلت تطالب قوى الثورة تحقيقه ولجان المقاومة وقد حققته قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي ومن معها من قوى سياسية يوم امس بتوقيعها على الاعلان السياسي الإطاري من دون مواقف متصلبة وغير عاقلة .
إنّ هذا الاحتفال بالتوقيع على الاتفاق الإطاري كان باذخاً شكلت فيه :
” الاحزاب السودانية ؛ ولجان المقاومة والثوار ؛ ووجهاء مدينة الخرطوم من طرق صوفية واستاذة جامعات ؛ وادارات أهلية ؛ والبعثات الدبلوماسية ؛ والامم المتحدة والاتحاد الافريقي ومجموعة الايغاد ؛ وجامعة الدول العربية ؛ والولايات المتحدة الأمريكية ؛ والمملكة العربية السعودية ؛ والمملكة المتحدة ؛ والنرويج ؛ وبعض الأشقاء من الدول العربية والافريقية ” حضوراً انيقاً زين شرفات قاعة احتفال التوقيع على الإعلان السياسي الإطاري الذي يقود المرحلة الانتقالية الجديدة بعد التوافق والتوصل الي اتفاق حول بنود هذا الإعلان السياسي الإطاري والتوقيع النهائي عليه من جميع المكونات السياسية والحزبية ولجان المقاومة والثوار .
إنّ الكلمة التي ألقاها نائب رئيس مجلس السيادة الإنتقالي الفريق اول محمد حمدان دقلو والتي اكد فيها موقفاً حازماً وواضحاً بدعم السلطة الانتقالية بل وحماية التحول الديمقراطي كالتزام شخصي ومؤسسي وهذا يعني بوضوح انّ قوات الدعم السريع وقيادتها ستكون الحامي للسلطة المدنية وللتحول الديمقراطي في البلاد ؛ وبشكل واضح لا يقبل الشك والتأويل وهذا الموقف يتطلب من القوى السياسية وقوى الثورة عامة ان تعمل على تمتين العلاقة بينها وبين حليف إستراتيجي قوي يمتلك من القوة ما يستطيع به التاسيس لوطن ديمقراطي تؤمن بالديمقراطية بالثورة وشعاراتها وكان موقف القائد حميدتي واضحاً منذ خطابه الشهير لقواته ايام الثورة .
إن خطاب القائد حميدتي وجه فيه رسائل مهمة لاهتمامه بقضايا النازحين وهي قضية حتى حركات الكفاح المسلح لا تتحدث عنها وقد عبر نائب رئيس مجلس السيادة عنها بوضوح يجعلها في اولويات السلطة المدنية القادمة .
واكثر نقطة تجعل من خطاب نائب رئيس مجلس السيادة متفرداً هو اعتذاره عن عنف الدولة تجاه المجتمعات وهو اعتذار لم يسبقه عليه اي مسؤول في الدولة السودانية منذ تأسيس الدولة الوطنية السودانية ؛ فقد تعودنا على التهرب من المسؤولية بالرغم من ارتكاب الحكومات السابقة على مر تاريخها لعنف تاذى منه مجتمعنا السوداني وقاد لتمزق وانفصال جزء عزيز من بلادنا وان نائب رئيس مجلس السادة والقائد الأعلى لقوات الدعم السريع باعتذاره هذا أسس لممارسة سياسية جديدة وتفرد بموقف لم يسبقه عليه احداً من المسؤولين في الدولة على مر تاريخها .
اما النقطة الفارقة في خطاب نائب رئيس مجلس السيادة الإنتقالي هي الرسائل التي وجهها للشباب وللمجتمع الدولي وللنساء في بلادنا وهي رسائل بحاجة للتأمل فيها واستيعابها والتعامل معها لتأسيس وطن ديمقراطي حر ولمرحلة جديدة تتجاوز فيها بلادنا مرارات الماضي والانطلاق لبناء وطن على اسس جديدة .
إنّ القائد الفريق أول محمد حمدان يمكن الاعتماد عليه في حماية مكتسبات الثورة وهو يقود قوة عسكرية يمكنها ان تحمي التحول الديمقراطي .
يرى الخبير والمحلل السياسي الأستاذ أحمد يحي إنّ خطاب القائد الفريق أول محمدحمدان دقلو جاء مرتباً وموزوناً وأرسل فيه عدة رسائل لجهات عديدة داخلية وخارجية وهي رسائل مهمة جداً .
ويشير استاذ احمد يحي في هذا الخصوص إنّ القائد حميدتي وجه رسائله الي :-
1/ خص التحية لاسر الشهداء في البداية وبداء الخطاب بالترحم للشهداء وهذا يعني انتقال الدعم السريع الي مرحلة جديدة
2/الاشارة لاخطاء 25 اكتوبر يعني الاعتراف والتصحيح
3/الاعتراف عند ما بدر من عنف من الدولة تجاه الشعب وهذا يؤكد ان النائب متجهه نحو العمل المدني
4/ الحديث عن جيش قومي ومنهني علي مجموعة دلالات .
5/ النازحين والرحل .
6/ قضية شرق السودان واهميتها .
5/ حث القوي السياسية الرافضة ان تلحق بالاتفاق .
5/رسالة النساء هي رسالة للمرأة السودانية حواء السودان .