رأى كثير من المتابعين ان اعلان برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، تعليق نصف مساعداته الغذائية للسودانيين، جراء نقص التمويل! يصب فيما عرف باستخدام الآلية الأممية كاداة ضغط وابتزاز طالما درجت عليها القوى المسيطرة والتي عادة ما تحاول التأثير علي مواقف بعض الدول من خلال المعونات والاغاثة واستخدام العون الإنساني احد وسائلها في العمل السياسي دون حساسية انسانية او أخلاقية!
خاصة وان للقرار آثاره وانعكاساته الخطيرة علي الأوضاع الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية بالبلاد !مقارنة بالاحصاءات الرسمية التي تقول ان ١٨مليون سوداني اي (34% من السكان) يعانون من انعدام الأمن الغذائي، طبقاً لإحصائية للبرنامج صدرت في الربع الأول من العام 2022م من المنظمة فضلا عن اكثر من تسعة ملايين نسمة مهددة بالجوع!
ولا شك ان تقليص المساعدات بهذا القدر من برنامج الغذاء العالمي سوف يؤثر على العلاج المنقذ للحياة، ويزيد من أخطار تنامي سوء التغذية والوفيات! وتعقيد صعوبات الحياة بالنسبة للمواطنين بما يشكل ضغطا كبيرا علي السلطات المحلية في توفير احتياجات المواطنين من الغذاء والدواء في ظل ماتعيشه البلاد من انهيار اقتصادي وازمة مالية وتضخم يزيد من معاناة المواطنين!
يرى الخبراء انه مع ماتعيشه المنظمة من صعوبات نتيجة لمايمر به العالم من ازمات وانكماش مالي نتيحة كورونا فضلا عن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، الا انها تخضع ما عليها من موارد كبيرة لمفاضلات تمييزية وانتقائية تنحاز فيها لجهات محددة تغدق عليها وتحرم آخرين! بقصدية واضحة تنطوي علي استخدام الغذاء كاداة ضغط سياسي وطالما استخدمت ذلك كقوة ليس لها ما يقف امامها مع الحاجة والفقر والعوز ! خاصة وان المنظمة تحصل على غالب تمويلها من الغرب الذي يستعملها كذراع ضغط واداة للسيطرة ويضح ذلك جليا في الوضع الراهن الذي تعيشه البلاد!