العلاقات السودانية المصرية وحدة الهدف والمصير “مصر للسودان والسودان لمصر”

تقرير :محمد مصطفى

تنبع أهمية العلاقة القائمة بين مصر والسودان والروابط التاريخية والجذرية التي تربط بين البلدين الشقيقين وتمتد أواصرها منذ القدم ، وتطورت المشروعات بين البلدين وارتفع الميزان التجاري، وبدأ العمل في الخط الناقل للكهرباء ومشاريع الربط بين السكك الحديدية؛ ونمت حركة المعابر الحدودية بين البلدين وانتعشت اقتصاديا، مما يسهم في توطيد العلاقات بين مصر والسودان على المستوى الحكومي والمجتمعي،وأن العلاقات بين البلدين مجابهة بعدة تحديات وتشهد حالة من الاستقرار حاليآ .

التقارب الذي تشهده العلاقات السودانية المصرية ليس غريب ولم يكن من الايام وليد لحظات عابرة او علاقة عادية بل كانت على الدوام علاقة تاريخية ووحدة مصير مشترك ممتد، وهناك قواسم مشتركة وتنسيق في القضايا المصيرية التي تهم شعبي وادي النيل والمصالح المشتركة، وحرصت القيادة المصرية تحت رعاية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، على ايلاء ملف العلاقات بين البلدين أهمية قصوي، حيث ظل يهتم بتطوير التعاون والتنسيق المشترك في كافة القضايا التي تهم البلدين، حرصه الدائم على متابعة مايحدث في السودان لينعم بالاستقرار، وتدرك القيادة المصرية أهمية التواصل بين البلدين وتعزيزها من خلال انشاء المشروعات الحيوية، خاصة مشروع الربط السككي حديد، والربط الكهربائي بجانب مشروعات أخرى ظلت، مصر توليها أهمية قصوي، منها على سبيل المثال التعاون في المجالات الصحية وتبادل الخبرات وتعزيز التجارة بين البلدين وتبادل الخبرات في المجالات التعليمية ومشاريع البنية التحتية، والزراعة والصناعة حيث تجري الاستعدادات لانشاء مدينة صناعية مشتركة وتعزيز، لتحقيق التكامل الاقتصادي،وليس ببعيد المعاملة التي يجدها السودانيين في مصر ومعاملتهم أسوة بالمواطنيين المصريين.

ويشهد البلدين تنسيقاً مشتركاً في العديد من القضايا التي تهمهما منها قضية سد النهضة والتنسيق في المحافل الدولية حيث ظلت مصر على الدوام الداعم والمساند لكل قضايا السودان في المؤسسات الدولية والان تلعب مصر لحل فتيل الأزمة السياسية السودانية بين الفرقاءح والعمل معاً لفترة انتقالية جديدة.

وتبذل القاهرة جهوداً كبيرة لمساندة الشعب السوداني فيما يمر به من أزمات، مثل جسور المساعدات البرية في فترات الفيضانات وإرسال العديد من الطائرات المحملة بكافة أشكال المعونات، فضلًا عن توفير فرص العمل والدراسة والإقامة للمواطنين السودانيين بها.

الإعلام وتعزيز العلاقات:

أهمية دور الإعلام في إبراز الجهود الحكومية لتوطيد العلاقات بين البلدين، علاوة على دور المنظمات المجتمعية في رفع مستوى الوعي بالثقافة السودانية وتوطيد العلاقات بين الشعبين، لا سيما الدور الكبير الذي تلعبه الجامعات المصرية المختلفة في هذا الصدد عن طريق استضافة الطلاب السودانيين وتذليل كافة الصعاب أمامهم وهو ما يخلّف لديهم شعورًا بالانتماء والولاء نحو مصر وشعبها، فضلاً عن مبادرة الرئيس السيسي بإلغاء غرامات الإقامة بالنسبة إلى المواطنين السودانيين، علاوة على المشروعات الاقتصادية والتنموية المشتركة.

وحرص الطلاب السودانيين المتواجدين بمصر على التعبير عن عمق مشاعرهم إزاء التعامل الراقي من الحكومة والشعب، مؤكدين على توطيد العلاقة التاريخية واستمرارها وتعزيزها.

حالة صعود وهبوط:

العلاقات السودانية المصرية علاقات تاريخية وإزالة شهدت حالة جذب خلال الفترات السابقة، بيد انها شهدت الفترة رغم عدم الاستقرار في السودان استقراراً بعد أن شهدت صعوداً وهبوطاً، ولكن الثابت ان العلاقة ذات خصوصية، وأزلية وتاريخية وهناك روابط أقوى بجانب حتمية المصير المشترك للشعبين.

الميزان التجاري :

ارتفع الميزان التجاري خلال الفترة الماضية، حيث زادت حركة التجارة خاصة السلع الاستراتيجية، وزاد حجم التبادل التجاري الي أكثر من 800 مليون دولار ووصلت خلال العام الماضي الي (1.6) مليار دولار.

الدراسة بمصر:-

شهدت الفترة الأخيرة تزايد هجرة الطلاب السودانيين للدراسة بالجامعات المصرية حيث تم قبول 22 ألف طالب بالجامعات المصرية المختلفة ،وهذا مؤشر جيد لتطور العلاقات ، بجانب قبول تسع الآف طالب وطالبة ،حيث شهدت هجرة الطلاب السودانيين الى مصر بحثاً عن التعليم، ويعود ذلك الى عدم الاستقرار السياسي والأكاديمي بالبلاد بلا شك هو أحد أهم الأسباب في التعاون في المجالات التعليمية.

ووجد الطلاب السودانيين الفرصة في الدراسة بالجامعات المصرية، وأن مصر فتحت أبواب جامعاتها بطريقة غير مسبوقة وأعفت السودانيين دون غيرهم من 90 بالمائة من الرسوم الجامعية والجالية السودانية تقدر بخمس مليون، يتشاركون في استخدام الخدمات ويتلقون أفضل المعاملة من الجانب المصري .

وفي السابق كان هناك شكاوى من عدم التزام الحكومة المصرية بتطبيق اتفاقية الحريات الأربعة،وهي صورة نموذجية مثالية أهم شيء أن لتكون منفتحة على بعض وهي الصورة النموذجية التي تتطلع لها البلدين وليس برنامج متفق على تنفيذه بنسبة مائة في المئة لكل دولة تنفذ ما تستطيع تنفيذه في حدود سياساتها ومواردها وفق قدراتها، الحديث عن الحريات الأربعة يمثل تكامل نموذجي ومثالي، وكذلك تكفلت مصر برفد الشبكة الكهربائية للسودان ب300 ميقاواط وقامت مع شركة سيمنس الألمانية بتصنيع المحولات وترحيلها وتركيبها في مروي ودنقلا، والآن يجري تركيبها والمشروع في مرحلته النهائية، وبدا السودان في إعداد القواعد الفنية واستلامها من شركة سيمنس الألمانية، وذلك بمدينتي دنقلا ومروي للإشراف على تركيب المحولات.

تعاون اقتصادي:

كان وزير المالية والتخطيط الاقتصادي د. جبريل إبراهيم، شهد التوقيع الذي تم بين الشركات السودانية والمصرية على تمويل محطتي بورتسودان وقري الحراريتين لتوليد الكهرباء والتي من المؤمل ان تدخل حيز التنفيذ قريباً، كما اكتمل التعاون السككي بين البلدين وفق الدراسة الدراسة التي أجرتها جامعة القاهرة.

تنفيذ خط سك حديد:

حيث بدأ الجانب المصري في تنفيذ ردميات السكة حديد وربطها بوادي حلفا ” محطة التحويل”، كما قامت مصر بإعادة تأهيل الخط الملاحي الرابط بين أسوان وحلفا والذي توقف منذ سنوات طويلة، وإعادة تشغيله فضلاً عن تأهيل ميناء وادي حلفا القديم .

التعاون الصحي:

استفاد السودان من مصر في السياحة العلاجية، التي تتمتع بها، خاصة أن معظم الأدوية التي تصل للسودان من مصر، بيد ان هناك عدم وجود احصائية رسمية، وأن معظم المؤسسات الصحية بمصر يرتادها السودانيين لتلقي العلاج.

المثقفين بين البلدين :

المثقفين السودانيين والمصريين، يعون تمامآ حجم العلاقة السودانية المصرية وقدمها منذ الأزل، لكن في الآونة الأخيرة ظهرت أصوات نشاز، تطلق بعض العبارات ضد الوجود السوداني في مصر، ولكن البعد الاستراتيجي لمصر مهم، خاصة أن بمصر أكثر من ٦ مليون سوداني مقيم بها، اما بسبب دراسة او إقامة مؤقته للهجرة، وطالبين اللجوء الي أوربا اواقامة دائمة تستمر لعقود من الزمان أو لاغراض العمل التجاري بين البلدين .