وصف الدكتور عبدالحليم بشارة الخبير والمحلل السياسي معلقاً على بعض الدعاوي التي أطلقها بعض قيادات المجلس المركزي للحرية والتغيير بمراجعة إتفاق جوبا للسلام أو إلغائه وصفها بالدعاوي الخطيرة التي لاتخدم قضايا الانتقال الديمقراطي في السودان مبيناً أنها أيضاً لاتخدم قضايا السلام والامن والاستقرار.
وقال بشارة أنه فيما يبدو غاب الضمير الوطني عن بعض السياسيين السودانيين في غمرة صراعهم على السلطة موضحاً أن الاصوات الشاذة التي تحاول المساس بإتفاق جوبا للسلام نبعت من ذات الاقلية السياسية ذات الامتيازات التاريخية في حكم السودان وهي ذات الاقلية التي تسيدت المشهد السياسي والتنفيذي عقب ثورة ديسمبر المجيدة ورفضت الدخول في مفاوضات السلام مع حركات الكفاح المسلح إلا بعد أن تحسب تحقيق السلام بحسابات الربح والخسارة السياسية والسلطوية.
واشار الدكتور عبدالحليم بشارة إلى أن ذات هذه القوى السياسية عندما شعرت بأنها باتت قريبة جدا من العودة مرة أخرى للسلطة عبر تسوية سياسية ثنائية مع المكون العسكري بدأت تعيد إسطوانتها المشروخة عن إتفاق جوبا للسلام وعن حركات الكفاح المسلح مبدياً أسفه من أن بعض الاطراف الموقعة على الاتفاق تتماهى وتنسجم مع هذه القوى السياسية مؤكداً أنها فيما يبدو لاتعلم أنها ستكون أول ضحايا نقض إتفاق جوبا للسلام.
وأضاف بشارة أنه يجب النظر إلى إتفاق جوبا للسلام بروحه على أساس أنه جهد وفكر سوداني خالص لم تتدخل فيه أي أيادي أجنبية وتم بإرادة سياسية سودانية قوية وانه نتاج تجارب وخبرات ومعارف سودانية لايمكن الاستهانة بها لافتاً إلى أن الفريق أول محمد حمدان دقلو نائب رئيس مجلس السيادة رئيس الوفد الحكومي المفاوض أكد في إحدي خطاباته أنه أرسل الاتفاق إلي القائدين الحلو وعبدالواحد لقراءته وتعديله إن لزم الامر ومن ثم الانضمام إليه لتحقيق السلام الشامل إلإ أن تمنعهما وتعنتهما حال دون ذلك.
واوضح د. بشارة إن إتفاق جوبا للسلام يمهد إلى تفكيك حركات الكفاح المسلح وتحولها إلى أحزاب سياسية منفردة أو متضامنة مع بعضها البعض ويدمجها في العملية السياسية السودانية منوها إلى أن هذا مطلب المجتمع الدولي منذ فترة طويلة وسيحققه إتفاق جوبا عقب الفترة الانتقالية مشدداً على أنه بأي حال من الاحوال لايمكن الان الرجوع إلى الخلف منبهاً إلى أن هناك الكثير من الدول في الاقليم والمجتمع الدولي وقعت كضامن للاتفاق ولايمكن العودة إلى الحرب مرة أخرى.