استبشر العديد من المواطنين بعودة مولانا الميرغني زعيم الحزب الاتحادي الديموقراطي الأصل بعودته ارض الوطن بعد غياب حوالي تسع سنوات قضاها في الجارة الشقيقة مصر حيث تأتي عودته بين يدي عملية سياسية للتوافق الوطني اثارت العديد من الجدل في الشارع السياسي! تجري احداثها من اجل معالجة الازمة السياسية التي استحكمت في البلاد، في ظل وجود الميرغني بمصر الجارة الشقيقة دون ان يكون له اسهام واضح في الحل!
علي ما اثارته عودة الميرغني من حراك سياسي متباين الآراء ، تفاءلت بها بعض الاحزاب حيث ابدى حزب الأمة القومي تطلعهُ بأن تسهم عودة “محمد عثمان الميرغني” في دعم مسيرة الشعب السوداني نحو إنهاء الانقلاب الراهن واستعادة مسار التحول المدني الديمقراطي! كما رحب المؤتمر الشعبي بعودة الميرغني معلنا انها تأتي في ظرفٍ وصفه بالحرج من تاريخ السودان! كما أعلن نداء أهل السودان للوفاق الوطني ترحيبه بعودة الميرغني جمعًا للصف ودعمًا للوفاق الوطني على حد تعبيره! وقال رئيس حزب الأمة مبارك الفاضل إن عودة الميرغني تأتي في وقتٍ الوطن أحوج ما يكون لحكمته!
مع كل ذلك يبرز التساؤل الذي يعتبر اكثر الحاحاً لدى تناول عودة مولانا “محمد عثمان الميرغني” ماهي الحلول والمعالجات التي يحملها في جعبته؟ وهو يعود بعد غياب تسع سنوات قضاها فيما يشبه العزلة الاختيارية بمصر الشقيقة مع بوادر انقسام واضح ووشيك في حزبه نتيجة الخلاف الناشب بين نجليه بفعل التنافس حول خلافته وتباين المواقف والتقديرات السياسية لكليهما مما جعل الحزب مشلولا في واقع الامر نتيجة مواقفه المتناقضة من الازمة السياسية وسبل معالجتها الراهنة بحيث يقف كل واحد منهما في الخندق المقابل للآخر!
يرى الخبراء والمراقبين للشأن السياسي الداخلي، نتيجة هذا التباين ان الميرغني رغم ما يتمتع به من رصيد شعبي الا انه بات منقسما نتيجة الصراع المكتوم داخل الحزب والذي ربما صعب من ايجاد حلول للأزمة السياسية المستحكمة بالبلاد بل ربما أصبح عبئا اضافيا عليها بزيادة الانقسام والتخندق في المواقف تجاه الراهن السياسي وسبل معالجته!