بعد مرور ثلاثة أعوام من تعينه ماذا فعل اردول بالشركة السودانية للموارد المعدنية

 

في ظل التوترات السياسية والامنية والتدهور الاقتصادي الذي شهدته البلاد خلال الثلاثة اعوام السابقة والذي نتج عنه توقف كافة المشاريع الاستراتجية وخروج عدد كبير من المستثمرين كانت هناك مؤسسة اقتصادية واحدة تعمل وتخطط وتنفذ وتورد وهي الشركة السودانية للموارد المعدنية فكانت بمثابة قارب النجاة التي تشبثت به الدولة للخروج من كافة ازماتها فالشركة كانت حاضرة حين ارتفع التضخم و احدث النقص الكبير الذي شهدته البلاد في السلع والندرة في الوقود والدقيق والازمة في قطاع الكهرباء وعجز الدولة عن سداد المرتبات ومطالبة امريكا بالتعويضات السفارتين والمدمرة ايضا كانت الشركة حاضرة

بالرغم من كل تلك المعالجات الى ان اكثر الشعب السوداني ربما لم يعلم من مهندس تلك المعالجات ومن كان يسانده لانجاز هذا العمل بالطبع هو المهندس مبارك عبد الرحمن المعروف في كل الاوساط باسم (اردول ) اشتهر بالاسم الحركي الثالث له عندما اتى اردول للشركة نائبا للمدير برفقة اربعة من معاونية وجد انتقادات حادة جدا ولم يعلم الجميع حينها لماذا تمسك اردول بهذه المجموعة مجموعة الاربعة اشهرهم مدير مكتبه الخاص مهندس وليد بحر ومديره التنفيذي امير كرتكيلا ومعهم اخرون يعرفهم اردول بالتاكيد وبالرغم من ان اردول لاتربطه صلة قرابة بأي واحد منهم إلا انه راهن بهم على نجاحه ومع مرور الوقت يمكن ان نقول بنسبة فاقت الحسبة المئوية ان اردول كسب الرهان واخرج البلاد من ازماتها الاقتصادية في ظل الظروف المذكورة اعلاه وفي ظل عداء كبير من العديد من الجهات السياسية والحزبية والاعلامية وغيرهم، فكانت الصراعات السياسية تروس تعيق عمله التنفيذي ، تلقى اردول العديد من الضربات القاسية والمميتة للقضاء عليه وربطوا اسمه باسم الشركة وكانما هي ملك خاص له في محاولة منهم لجلب عداء الشعب السوداني له لكن كل تلك المحاولات صنعت من اردول شخصية قومية بعد ان كان ناطقا باسم الحركة الشعبية لا يعرفه الكثيرين من الشعب السوداني حتى اصبح اسمه يتصدر يوميا عناوين الصحف والبرامج التلفزيونية وصفحات الناشطين ومجالس العمد والنظار والسياسة والمعارضة والمستثمرين في مجال التعدين وحتى المجتمعات المحلية اصبحت تعرف اردول من خلال زيارته المستمرة لهم في قضايا التعدين وحقوقهم من الانتاج ربما خدمت الظروف اردول ووجد نفسه يعمل وحيدا وسط ركود في كل القطاعات فضلا عن قناعة المسؤولين وثقتهم به بالاضافة الى صغر سنه وشهيته المفتوحه للعمل ،عشرات المستندات اليومية الصادرة والواردة تمهر بتعليقاته وتوقيعاته يعمل هو وطاقم مكتبه دون التقيد بدوام العمل فنهاية الدوام عندهم هي نهاية التكاليف والمهام والتكاليف عندهم لاتنتهي بالاضافة الى انه موجود وحاضر ويدير العديد من الملفات السياسية الاقتصادية والاجتماعية والمجتمعية وموجود على منصات التواصل الاجتماعي وفي المؤتمرات والورش ويقرأ لي اعظم الكتاب اشهرهم كتاب (الى اين يسير العالم )للكاتب الفرنسي ( إدغار موران )الذي يشير الى التفكير من جديد في العلاقات القائمة بين الماضي والحاضر والمستقبل، من خلال التساؤل عن الجهة التي نسير فيها، وعن معنى “الأزمة” وعن قيمة الأيديولوجيات السياسية العتيقة أمام رهانات القرن الواحد والعشرين ،كل ذلك في آن واحد ، وقد يكون للرجل رؤية مستقبيلة حقيقة للخروج بنا من النفق والخلاص والسير في الاتجاة الذي يسير به العالم،

وبعيدا عن كل ذلك وبحسابات الربح والخسارة نجد ان خلال تلك السنوات الثلاثة تكبد اردول الكثير من الخسائر الروحية والجسدية مقابل المرتب والحوافز التي يتقاضاها في وقت يستمتع به العديد من رفاقه برغد الحياة والميزانية الدولارية المفتوحة مقبال العبارات العدائية بهدف هزيمة الدين والدولة والشعب وجيشه ،ويكفي انه اول من عاد لحضن الوطن و التزامه بوضع السلاح بعد زوال الاسباب التي تمرد من اجلها دون ان يمن على احد او يهدد بالعوة للحرب مقابل المحاصصة