وقعت وزارة المالية والتخطيط الاقتصادي اليوم مع جمهورية الصين الشعبية على اتفاق منحة بقيمة 90 مليون يوان صيني مايعادل 13 مليون دولار لتنفيذ مشروعات حيوية مختلفة في البلاد .
وأشاد الدكتور المحجوب عبدالله الخبير والمحلل الاقتصادي بمستوى العلاقات الاقتصادية المتطور مع الصين وحرصها على الوقوف بجانب السودان ومساعدته على تخطي عقبات الازمة الاقتصادية التي يمر بها عبر تقديم العديد من القروض والمنح لضخ النشاط في شرايين الاقتصاد السوداني مبينا أن الصين دولة صديقة للسودان وقفت بجانبه عندما تخلى عنه الاخرون.
وأبدى المحجوب إستياءاً بالغاً من إستمرار حصار الولايات المتحدة الامريكية ودول الترويكا الاوربية للسودان بالرغم من تدخلهم السافر في شئونه الداخلية مؤكداً أن السودان لم يجني منهم إلا الوعود الكاذبة والسراب مستهجناً ربط مساعداتهم الاقتصادية للسودان بعدة شروط سياسية مذلة تجعلهم أوصياء على السودان وسيادته وثرواته.
وقال الدكتور المحجوب الخبير والمحلل الاقتصادي إنه يجب على السودان تعديل سياسته الخارجية بما يتماشي مع المتغيرات الدولية وبما يحقق المصالح والمكاسب السودانية موضحاً أن المجتمع الدولي لم يعد كما كان وهناك الكثير من الدول في العالم يمكنها الوقوف بجانب السودان ودعمه سياسياً وإقتصاديا مشيراً إلى دول البيركس ودول عديدة تشكل الان عصب المجتمع الدولي ومستقبله كالصين وروسيا والهند والبرازيل مشدداً على أن السودان لايمكن أن يرهن نفسه ليدور في فلك الولايات المتحدة وحلفائها.
واضاف المحجوب أن الصين لم تربط يوماً مساعداتها الاقتصادية للسودان أو اي دولة في العالم بشروط سياسية مذلة عكس الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها منوهاً إلى مشروع طرق الحرير الاقتصادي الذي تقدم فيه الصين شراكات إقتصادية متعددة مع كثير من الدول في العالم لافتاً إلى أن السودان من الممكن أن يغتنم مثل هذه الفرص لاحداث التنمية الاقتصادية دون النيل من سيادته وإستقلال قراره السياسي.
ونبه المحجوب إلى أن كل النماذج الامريكية في العالم التي سعت فيها الولايات المتحدة الامريكية للتدخل في شئون الكثير من الدول بفرض إرادتها عليها فشلت فيها فشلاً زريعا مؤكداً أن العالم يشهد على أن أمريكا دمرت العراق وأفغانستان وفيتنام وخرجت من كل هذه الدول وهي تجرجر أذيال الهزيمة بعد أن جرحت جرحاً عميقاً في كبريائها كدولة عظمي في العالم مشدداً على أن محاولاتها للتدخل في الشئون السودانية الداخلية وفرضها حلول أمريكية على أزماته السياسية والاقتصادية ستفشل فيه الولايات المتحدة أيضاً كما فشلت في غيره من الدول.