يتمتع السودان بقدر كبير من الموارد المتنوعه جعلته من أبرز الدول التي أصبحت محل اطماع وتكالب من قوي عالمية واقليمية، مما أدى إلى كثرة التدخلات في شؤونه الداخلية للسيطرة على الموارد والحصول عليها.
وتظل الحالة السودانية تربك عامة السودانيين الا ان المراقبين للشان السوداني يفسرون هذا الواقع الى حجم الموارد الهائلة والسهلة الحصول التي يتمتع بها السودان، حيث تجعل منه دولة محل اطماع كما هو الحال بالنسبة للكنغو وافغانستان.
وعزا تقرير نشره موقع “مودرن دبلوماسي” الأمريكي، أسباب الاضطرابات الجارية في السودان، إلى عاملين رئيسيين هما “لعنة الموارد وغياب التنمية”، منوها إلى أن “المشكلتين المذكورتين امتدتا على مدار سنوات ودون حل، رغم تعاقب الحكومات والثورات والانقلابات في الدولة الأفريقية.
وعاد السودان إلى الواجهة مجددا في ظل أزمة الغذاء العالمية نتيجة الحرب الروسية الإمكانية، إذ رشحت الأمم المتحدة السودان ضمن دول كندا وأستراليا كبدائل بإمكانها حل مشكلة الغذاء في العالم.
كما أن قمة الجزائر والقمر العربية في القاهرة اكدتا على الدور المحوري الذي يمكن أن يلعبه السودان في مسألة الغذاء.
وخلص التقرير الامربكي إلى أن “السودان الغني بالموارد الطبيعية حيث يمتلك احتياطيات نفطية، لا يزال يواجه مشاكل اقتصادية هائلة.. والأسوأ من ذلك هو أن ممارسات الإنتاج بما في ذلك الزراعة بدائية. فلم تكن هناك جهود على مدار الحكومات المتتالية على الأقل، لتحديث الزراعة لتناسب النمو السكاني.
ورغم الفرص المتاحة امام السودان لاستغلال موارده إلا أن الخبراء يرون أن الضغوطات الغربية وحزم العقوبات الاقتصادية التي ظل يتعرض لها السودان بإستمرار تسببت بصورة واضحة في منعه من استغلال هذه الموارد.
ويقول الخبير والمحلل السياسي الدكتور حسين ؟إن المجتنع الدولي بدأ يستفيد من حالة عدم الاستقرار في البلاد وبدا يعمل على تشتيت جهود السودانيين وزرع الفتنة بينهم من خلال دعم وتغذية الحرب والصراعات المسلحة والنزاعات بين القبائل مما أدى إلى ضعف البنى التحتية واطالة أمد النزاع.
وأوضح النعيم أن استمرار حصار السودان والتدخلات بدعم الأطراف السياسية كلها لا تفصل عن بحث هؤلاء المتدخلين عن ضمان لمصالحهم في موارد السودان ويرى أن هذه التدخلات مضرة وتهدف لمنع واجهاض جهود التوافق بين السودانين.
فيما قال الخبير والمحلل السياسي الدكتور محمود تيراب إن استمرار التظاهرات التي يساندها الغرب تمنع وصول المستثمرين وتدفق رؤوس الاموال الأمر الذي يهدد مشروع الاستقرار، وبالتالي هذا يهدد بنسف مشروع التسوية السياسية.
وأشار تيراب إلى أن النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الفريق اول محمد حمدان دقلو قد أكد دومآ أن الحل في توافق السودانين.