يبدو أن المبادرات المطروحة في السودان لحل الأزمة السياسية المستعصية في السودان بدأت تعطي أوكلها لجمع أهل السودان تحت طاولة واحدة للتفاكر حول الإنسداد السياسي في البلاد بعد قرارات 25 إكتوبر الماضي.
ويرى المكون المدني والعسكري أن مبادرة الشيخ محمد الحاج الجعلي بكدباس بمثابة آخر المبادرات التي طرحت في الساحة السياسية بعد مبادرة أهل السودان تحمل في طياتها مؤاشرات قدرتها على تجاوز كافة الخلافات والصراعات بين السودانيين أنفسهم.
ويعتقد شيخ الطريقة القادرية الجعلي بكدباس ان الشباب هم حملة لواء الثورة السودانية الذين قدموا أرواحهم فداء للسودان الموحد لابد من استيعابهم فى العملية السياسية داعيا المكونيين العسكري والمدني إلى ضرورة استصحاب الشباب في بناء السودان الجديد.
واعتبر المحللون السياسيون إن معظم التحليلات لمضمون ومحتوى المبادرات المطروحة من قبل منظمات المجتمع المدني والطرق الصوفية والأحزاب السياسية والشخصيات الوطنية تصب في دعوات نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني الفريق أول محمد حمدان دقلو الجميع إلى الجلوس في مائدة حوار للوصول إلى التوافق الوطني للخروج من الأزمة السياسية.
ويرى المراقبون للمشهد السوداني الراهن ان المبادرات قد تشمل التسوية السياسية لكافة الأطراف السودانية بما فيها رئيس حركتي تحرير السودان عبد الواحد محمد نور وعبدالعزيز الحلو وكل الذين لم يلحقوا بإتفاق جوبا لسلام السودان لإنهاء معاناة الشعب السوداني .
وفي ذات السياق أكد الخبير في إدارة الأزمات وفض النزاعات دكتور على يحى ان لا أحد يمكنه إلغاء أو إبعاد المسارات التي تم التوقيع عليها بإتفاق جوبا لسلام السودان لانه محروسة بضمان دولي متفق عليه ولا يمكن الإخلال بالاتفاق.
وأجمع المحللون السياسيون ان إتفاق جوبا لسلام السودان أوقف القنابل التي تتساقط على رؤوس الأطفال والنساء والشيوخ في القري والجبال والواديان في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق وشرق السودان فهل أصحاب المصلحة الحقيقيين يسمحوا للأحزاب السياسية بأشعال نار الحرب مجدداً .