الخرطوم _ سودان بيزنس
قال تحليل نشره معهد دراسات الأمن الأفريقى إن المعارضة السودانية غير قادرة على الاتفاق على خطة انتقالية وأرجع ذلك إلى أن الشيء الوحيد الذي يوحدها هو معارضتها للجيش.
وأكد التقرير أن الجهات المدنية الفاعلة تنقسم فيما بينها ولا يمكنها الاتفاق على خطة انتقالية.
واعتبر التحليل أن قوى الحرية والتغيير التحالف المدني الذي أنشئ في عام 2019 لمعارضة حكومة الرئيس السابق عمر البشير – ساهم بشكل كبير في نجاح الثورة، لكنه انقسم منذ ذلك الحين إلى ثلاث مجموعات على الأقل تتمثل في المجلس المركزي وتحالف التوافق الوطني وقوى التغيير الجذري.
وقال التقرير: “رغم هذا الواقع يمكن استغلال الفرص المتمثلة في تعهد الجيش بتسليم السلطة إلى حكومة مدنية والانسحاب من الساحة السياسية إذا تمكن المدنيون من التوصل إلى اتفاق بشأن خطة انتقالية”.
وقال الدكتور عبدالحليم بشارة الخبير والمحلل السياسي إن تحليل معهد الامن الافريقي واقعي يصدقه الواقع السياسي الذي يعيشه السودان الان مؤكداً إن إنسحاب المؤسسة العسكرية السودانية من الحياة السياسية برمتها ومن الحوار السياسي السوداني السوداني وعودتها إلى ثكناتها مثل خطوة وطنية كبيرة وجبارة في طريق تعبيد الطريق امام تكملة الفترة الانتقالية بكل سلاسة وهدوء وتحقيق أهداف ثورة ديسمبر المجيدة في الحرية والسلام والعدالة مبيناً أن إنسحاب القادة العسكريين من الممارسة السياسية كان هدفه الاوحد إعطاء المدنيين السودانيين كامل الفرص للجلوس إلى طاولة حوار وطنية فيما بينهم لتشكيل حكومة كفاءات وطنية غير حزبية تعبر بالسودان هذه الفترة من تاريخه الحرج موضحاً أن الكثير من القوي السياسية السودانية كان همها الوصول إلى السلطة بأي ثمن ودون النظر لحالة الانتقال التي يمر بها السودان وان بعض الاحزاب إرتبطت بأهداف واجندة خارجية لاعلاقة لها بالواقع السوداني مما جعلهم لايتفقون على برنامج وطني واحد.
واضاف بشارة أن الانقسام والتشظي الذي ضرب المكونات المدنية السودانية عمق من الازمات الاقتصادية والسياسية التي يعيشها السودان وأضر كثيرا بالامن القومي السوداني وأصبح يهدد وحدة الاراضي السودانية ويهدد السيادة الوطنية مشدداً على أن السودان يقع في إقليم مهم جداً وهو شرق ووسط أفريقيا ومطل على دول القرن الافريقي لافتاً إلى أن القوى الدولية والاقليمية لن تسمح بإنهيار السودان وإنفراط عقد الامن فيه وان ذلك التصميم هو من جعل المجتمع الدولي مقتنع تماماً الان بأن المكون المدني السوداني بوضعه الحالي ليس هو الشريك المثالي لتشكيل حكومة إنتقالية تخرج السودان إلى بر الامان منوهاً إلى أن جميع أصدقاء السودان الان باتوا مقتنعين بتشكيل حكومة كفاءات وطنية غير حزبية بما يتوفر من وفاق وطني على أن تتولى مهام تهيأت البلاد إلى الانتخابات العامة الحرة والنزيهة التي يقول فيها الشعب السوداني كلمته بعيداً عن الصراع السياسي.
وتوقع الدكتور عبدالحليم بشارة الخبير والمحلل السياسي أن يدعم المجتمع الدولي حكومة كفاءات وطنية يشكلها الفريق أول عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة بما يتوفر من حاضنة سياسية ووفاق وطني مؤكداً أن العالم لن ينتظر للابد إتفاق الاحزاب السودانية على برنامج وطني واحد متفق عليه.