الخرطوم _ سودان بيزنس
الدعوة التي اطلقها ممثل الأمم المتحدة بالسودان رئيس بعثة يونيتامس فولكر بيرتس ، بضرورة التنفيذ العاجل والكامل لاتفاق «جوبا للسلام»،
أثارت جملة من التساؤلات وسط المراقبين لملف السلام في السودان وجنوب السودان ومدى علاقة بعثة يونيتامس بهذا الشأن وفقاً لتفويضها.
ويرى الخبراء أن فولكر بعد سلسلة الفشل التي قادها لإحداث الفوضى وتنفيد مشروع تقسيم السودان إلى دويلات وافتضاح أمره، لجأ إلى حيلة جديدة بمخاطبة اشواق السودانيين في السلام واستغلال هذه الرغبة والشعور في إتاحة الفرصة لنفسه للمحافظة على وظيفته.
يقول الخبراء إن فولكر يشعر بخيبة امل خاصة أن مشروعه الذي جمع له لجان المقاومة والناشطين ومجموعة الحرية والتغيير المركزي،أصبح شبه مستحيل افي الوقت الراهن، مما شكل لديه القناعة بان أيامه باتت معدودة لذا استبدل القبعة ولبس جلباب داعية السلام وطفق يتحدث عن اتفاق جوبا محاولا التعلق باستار الاتفاق .
وقد تم اختيار فولكر بيرتس في يناير 2021 كممثل خاص للأمين العام للأمم المتحدة، رئيساً ل “بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان”، المعروفة اختصاراً بـ “يونيتامس”-UNITAMS . وبيرتس ينتمي ، كعضو ، ل “المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية”، وعمل قبلها في منصب كبير مستشاري المبعوث الخاص للأمين العام لسوريا ؛ وخلال عمله في هذه المهمة عرف بتصريحاته اليمينية المتطرفة في مسالة كيف تحكم الدول الفقيرة ، كما انه شارك ضمن بعثة سوريا في مساعدة نظام بشار الأسد تصفية المعارضة الوطنية الديمقراطية هناك.
وقد واجهت البعثة الأممية في السودان ورئيسها فولكر انتقادات كبيرة لجهة تجاهل فولكر للقضايا الحقيقية المتعلقة بدعم الانتقال والتحول الديمقراطي في السودان ومنها المساعدة في تنفيذ بنود اتفاقية سلام جوبا.
بالمقابل فقد انتبه النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو لأهمية تنفيذ السلام وذهب واستقر في دارفور لادراكه لأهمية الموضوع، بينما غض فولكر طرفه عن ذلك وجاء اليوم يتحدث عن ضرورة تنفيذ اتفاق جوبا للسلام بقوله «لا يزال هناك الكثير مما يجب إنجازه، هناك حاجة عاجلة للتنفيذ الكامل لاتفاق جوبا للسلام، بما في ذلك الترتيبات الأمنية، والنشر السريع للقوة المشتركة لحفظ الأمن لضمان حماية المدنيين».
ويقول الخبير والمحلل السياسي الدكتور محمود تيراب” على الرغم من أن فولكر ظل ينكر ويصرح بأن بعثة يونيتامس ليست تدخلاً أجنبياً في السودان ، ولا تشكل نوعاً من أنواع الاستعمار ، وأنه ليس حاكماً عاماً للسودان كما تردد وسائط التواصل الاجتماعي .
ويرى تيراب أن القوى العظمى المتصارعة تريد إعادة ترتيب أوضاع السودان، بان يظل تحت سيطرتها فلذلك اختارت فولكر لهذه المهمة، عبر أداة الأمم المتحدة، لكن تسارع الأحداث جعل فولكر يفكر في تغيير منهج عمله وادواته ويختار التعلق باتفاق جوبا.
ويجمع الخبراء والمتابعين للشأن الانتقالي في السودان بان المهمة المركزية لبعثة يونيتامس هي انتداب فولكر للعمل على خلق إدارة سودانية عميلة لتيسير أهداف الغرب التي يسعى لتحقيقها بما يتيح له السيطرة والتحكم في ساحل البحر الأحمر والقرن الأفريقي ومنطقة الساحل حتى المحيط الأطلسي
ويقول الدكتور عوض جبريل الدومة الخبير في القانون الدولي، إن استدعاء بعثة يونيتامس للسودان تم بأكبر عملية استخباراتية استخدم فيها عبد الله حمدوك رئيس وزراء الحكومة الانتقالية بالسودان (2019-2021)؛ حيث وقع حمدوك في 27 يناير 2020 خطابا حرره السفير البريطاني بالخرطوم بالتعاون مع السفارة الألمانية طالبا فيه من الأمم المتحدة أن تسعى إلى الحصول على ولاية من مجلس الأمن لإنشاء عملية لدعم الانتقال الديمقراطي والسلام بموجب الفصل السادس من ميثاق المنظمة الدولية.
ويضيف الدومة ان يونيتامس مفوضة من قبل الأمم المتحدة للعمل على تكريس تبعية السودان للدول الغربية العظمى ومهمة بيرتس هو تأسيس الهيكل الإداري الحكومي لهذا الغرض.
والواقع أن فولكر ظل يقوم بتنفيذ هذه المهمة بكل ما يتمتع به من دهاء ومكر يفتقد لأبسط قواعد الدبلوماسية مثل تحديده للفئات والكيانات السياسية التي تعمل لإنجاح الفترة الانتقالية وتلك التي تمثل عائقا لها، ثم عمل فولكر في البحث حول شكل الحكم الذي يصلح للحفاظ على السودان كدولة تابعة.
إن تطورات الأوضاع في جعل فولكر يخشى على منصبه ويخاف الطرد لذا بدأ البحث عن طوق نجاة يراهو في اتفاقية سلام جوبا.