الخرطوم _ سودان بيزنس
في غسق الليل، جلس حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي يتصفح هاتفه عبر الإنترنت، وفجأة لاحظ هاشتاق مكتوب “أنا متضرر من إتفاقية سلام جوبا”.
لم يصدق مناوي حاجبه، ثم اعادة قراءة النص مرتين، وفجأة تحرك من مكانه وصار يتجول من صالة إلى غرفته واستعاد شريط اتفاقيات أبوجا والدوحة وجوبا مؤخرا وعمل جرد حساب في لمحة البصر ولم يستطع النوم لساعات طويلة لان العبارة زلزلت أركان عرشه في دارفور قبل فلق الصباح.
وفي الصباح اتصل حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي على نائبه دكتور محمد عيسى عليوة للتفاكر حول عبارة( أنا متضرر من إتفاقية سلام جوبا ) حسب حديث المصدر بان عليوة نصحه بزيارة قطر والتفاكر حول التحضير لمؤتمر المانحين لإعادة الأعمار والتنمية في دارفور بمشاركة دولية.
وقالت مصادر رسمية ان مناوي استشار رئيس مفوضية التعويضات السابق لإتفاقية الدوحة لسلام دارفور في يوليو 2011 قبل استعراض الأمر على ولاة ولايات دارفور الخمسة بان هناك(3) مليارات دولار من مؤتمر المانحين لإعادة الأعمار والتنمية لدارفور بمشاركة دولية وتعهدت دولة قطر بملغ(500) مليون دولار كمنحة ومساهمات لإعادة الأعمار عبر مشاريع الإنعاش المبكر في دارفور بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الانمائي هل يمكن الإستفادة منها؟
استعرض مناوي المشاريع التي نفذتها دولة قطر في إقليم دارفور بموجب إتفاق الدوحة للسلام في مبادرة قطر لتنمية دارفور التي تحتوي على عشرة مجمعات خدمية نموذجية بمعدل مجمعين في كل ولاية من ولايات دارفور الخمسة.
وفي الدوحة دعا حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي الخارجية القطرية وصندوق قطر للتنمية وهيئة الأعمال الخيرية وبلدية الدوحة وغرفة قطر للتجارة والصناعة وأصحاب الأعمال والمستثمرين القطريين إلى الاستثمار في إقليم دارفور الغني بالموارد الطبيعية والتي تتمتع بخارطة استثمارية في الزراعة والثروة الحيوانية والتعدين والبنية التحتية .
وفي ذات السياق أعلن رئيس غرفة قطر للتجارة والصناعة محمد بن أحمد الكواري إن دارفور قريبة من وجدان قطر والقطريين مشيرا إلى إن الوقت مناسب للاستثمار القطري في دارفور لان قطر خلقت أرضية خصبة للسلام في دارفور وخاطبت جذور الأزمة عبر الحوار الدارفوري- الدارفوري
وفي سياق آخر ذات صلة، أعلن مناوي عن مبادرة كلنا قطر لرد الصاع صاعين لحكومة قطر وشعبها وهي تتهيأ لاستضافة كأس العالم، الأمر الذي يتطلب منه توفير(3) آلاف رأس من الخراف دعماً من دارفور لضيوف كأس العالم.
يرى الخبراء إن أطراف العملية السلمية الموقعة على إتفاق جوبا لسلام السودان ذهبوا إلى الدوحة لأجل تعزيز جهود نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني الفريق أول محمد حمدان دقلو لتوفير التمويل لتنفيذ المشاريع التنموية في دارفور وتحقيق الأمن والإستقرار