الخرطوم _ سودان بيزنس
قطع الدكتور عبدالحليم بشارة الخبير والمحلل السياسي أن كل الشواهد الماثلة الان للعيان لاتشي أو تمنح قدر من التفاؤل ولو بسيط بقرب حدوث توافق بين القوى السياسية السودانية لتشكيل حكومة كفاءات وطنية بعيدة عن الاحزاب ببرنامج سياسي محدد يهيئ البلاد لانتخابات عامة حرة ونزيهة مؤكداً أنه حتى حدوث ذلك الوفاق المنشود فإن السودان أمانة في عنق الجيش مبيناً أن المادة 16 من قانون القوات المسلحة تخولها لحراسة السودان وشعبه وحفظ أمنه وسيادته متى ماتم تهديد كل ذلك لافتاً إلى أن التشاكس السياسي الحادث الان في الساحة السياسية السودانية وظهور أصايع أجنبية إستخباراتية تعبث بالامن القومي السوداني وتهدد وجوده وتبث خطابات الفتنة والكراهية وتشعل الحرب بين القبائل السودانية يجعل السودان في خطر شديد.
وقال بشارة أنه وللاسف الشديد لايملك السودان أحزاب قوية في بنيانها الفكري والتنظيمي بحيث تعلي من الاهداف والقيم الوطنية موضحاً أن الاحزاب منذ التغيير وحتى الان لم تعقد مؤتمراتها العامة أو تلتقي بعضويتها الانتخابية الجماهيرية في العاصمة الخرطوم والولايات والمحليات والقرى والفرقان مما يؤكد أنها غير جاهزة للانتخابات ولاترغب فيها وإنما يرغب قسم كبير منها على إقتسام السلطة فيما بينهم من غير أي مسوغات قانونية وأخلاقية معقولة وإنما بوضع اليد وإدعاء تمثيل الشعب السوداني والشارع الثوري كاشفاً أن الاحزاب السياسية السودانية الان تمارس قدر كبير من الاستهبال السياسي وتحاول أن تضع نفسها مباشرة في السلطة دون وفاق عريض أو إنتخابات حرة نزيهة وأنها تريد القفز على قواعد اللعبة السياسية المتعارف عليها في كل العالم للوصول إلى السلطة.
وتسائل الدكتور عبدالحليم بشارة ماذا ستفعل القوى السياسية التي تنادي بتسليم السلطة لها إن غاب العسكر عن كل مظاهر الحياة في السودان مجدداً التساؤل هل يستطيعون حماية أمن السودان القومي وسيادته الوطنية وحدوده وهل يستطيعون حماية الشعب السوداني أم سيفرون إلى العواصم الغربية التي أتوا منها ويحملون جوازات سفرها وجنسياتها كما فعل الكثير منهم عقب أحداث ال 25 من إكتوبر وتركوا الشعب السوداني وشباب الثورة يواجهون مصيرهم المحتوم وتوجهوا هم صوب الامان في العواصم الغربية.
واكد الدكتور بشارة أنه وللاسف الشديد فإن الاحزاب السودانية المنقسمة على نفسها عشرات المرات لاتستطيع حكم وحماية السودان متحدياً هذه الاحزاب أن تعقد مؤتمراتها العامة حتى تحظى بالشرعية السياسية في تمثيل جماهير هذه الاحزاب مشدداً على أن الاحزاب تتهرب من جماهيرها ومن عقد مؤتمراتها العامة ولياليها السياسية لانها تعلم تماماً أن الجماهير سئمتها وستتجه مباشرة إلى إستبدالهم بقيادات أخرى أكثر وطنية وإلتفافا حول السودان وشعبه مؤكداً أنه عليهم إثبات جماهيريتهم وشرعيتهم السياسية والقانونية ومدى معرفة الناس بهم قبل أن يسألوا العسكريين عن ذلك.