تجديد “القلد” بين طرفي النزاع بولاية كسلا

كسلا : انتصار تقلاوي

مدد طرفا النزاع بمدينة كسلا “النوبة والبني عامر”، اليوم “الاثنين”، اتفاق “القلد” المبرم بينهما لمدة شهر آخر، وسط حضور قيادات حكومة الولاية والقبيلتين.

وينتاب “المجتمع الكسلاوي”، المخاوف من تكرار أحداث العنف التي خلفت عدداً من القتلى والجرحى من قبيلتي البني عامر والنوبة، إذ يتخوف البعض من توسع رقعة الصراع على مستوى الولايات الشرقية.

ويأمل مواطنو ولاية كسلا، أن يكون توقيع “القلد” هو الأخير بين الطرفين، بعد تجديده للمرة الثالثة لمدة شهر آخر، بغية وقف العدائيات، واقتلاع بذرة الفتنة وحل الاشكالات كافة بحسب تأكيدات طرفي النزاع بعدم وجود ما يجمعهما ليختلفا عليه كما هو معروف بين النزاعات التي تحدث بين القبائل الأخرى بالسودان.

وكانت القاعة الكبرى بكسلا، مسرحاً لتوقيع تمديد مراسم الهدنة الذي اعتمده والي كسلا بالإنابة أمين عام الحكومة أرباب محمد الفضل، بحضور لجنة أمن الولاية والقيادات، بجانب أعضاء مبادرة أهل كسلا للسلم الاجتماعي.

وأشاد أرباب، بالمساعي الحثيثة من لجنة الصلح، وأبدى سعادته بتفهم طرفي النزاع لحفظ الأمن والاستقرار المجتمعي، وقال إن تمديد توقيع اتفاق هدنة “القلد” سيمكن الجميع من اكمال المساعي لحل القضية نهائياً.

وأوضح الوالي بالإنابة، أن حكومة الولاية تحتاج إلى زمن اضافي لتنفيذ بنود اتفاق القلد على أرض الواقع، ووصف قادة الفتنة بين الطرفين بالسفهاء يتبعهم العقلاء في إشارة منه إلى ضرورة احكام وتطبيق القانون على كل للمتفلتين.

ورأى أرباب، أن القضية صرفت الحكومة من همها الأساسي؛ المتمثل في خدمة المواطنين، خاصة وأن الولاية تواجه تحديات صحية “جائحة كورونا” والاستعداد لفصل الخريف، داعياً إلى الترابط بين كل مكونات الولاية، وأضاف :”دعوها فإنها نتنة، ودعونا نعمل لما يفيد المجتمع”.

في الأثناء، طرح مدير شرطة ولاية كسلا، مقرر لجنة أمن الولاية، اللواء شرطة خالد أحمد يوسف، عدداً من التساؤلات؛ منها :”فيما التنازع والتناحر والاحتراب”، مذكراً الحضور بأن “السودان يسع الجميع، ولايوجد سبب مقنع للصراعات”.

ودعا يوسف، المجتمع إلى ضرورة العيش في أمان، وقال :”لايوجد شئ مشترك بين النوبة والبني عامر يدعو للاقتتال”، وطالب أطراف النزاع بالجلوس للحوار وطي صفحة الخلافات، مؤكداً اهتمام الولاية ببنود الاتفاق، واعداً بالمضي بها إلى الأمام.

وأعرب ممثل قوى الحرية والتغيير، وجدي الهادي، عن تطلعهم لترسيخ “الدولة السودانية” عبر السلام والسلم الاجتماعي حسب الرقعة الجغرافية، وأن تكون البلاد آمنة ومستقرة مع الاحتكام للقانون.

وأثنى الهادي، على دور الإدارة الأهلية في نزع فتيل الأزمة لكي لا نتباكى على شعارات الثورة وشماعة النظام البائد، ودعا للعمل على أرض الواقع لصناعة سودان كالمرآة، ونزع الفتن والتهميش والاقصاء واستيعاب أبناء السودان من الأنظمة السياسية والتيارات الإسلامية الذين لم يفسدوا، وشدد على محاسبة المفسدين وكل الضالعين في إشعال الفتن وفق القانون.

وكشف وجدي، عن زيارة مرتقبة لوفد من الحرية والتغيير لولاية كسلا، بغية تصعيد قضية السلم الاجتماعي لمجلس الوزراء لحل  الاشكالات، منوهاً إلى أن قضية السلام تؤرق سكان كسلا.

من جانبه، أشاد ممثل مبادرة أهل كسلا، بيرق أدروب، بالمساعي الجادة للجنة السلم الاجتماعي في إخماد نار الفتنة، بعد الاستماع لطرفي النزاع والتوصل معهم لاتفاق تمديد القلد، مؤكداً استمرار الجهود لوضع الحلول الجذرية للنزاع بين القبيلتين.

في غضون ذلك، جدد ناظر عموم قبائل البني عامر، إبراهيم دقلل، التأكيد على عدم وجود خلافات مع قبيلة النوبة، واتهم جهات خفية بتأجيج الصراعات القبلية في شرق السودان، وقال إن أسباب تجدد الصراع فردية ولاترقى لتصعيد المشاكل، مشدداً على محاسبة المتسببين في الأحداث وفقاً للقانون.

من جهته، طالب رئيس مجلس تنسيق قبائل النوبة بشرق السودان، الهندي عبيد أبو، بحسم التفلتات مبكراً وإخمادها في مهدها، وقال :”كفانا إلهاء الولاية بالمشاكل القبيلة، وأن نترك الأجهزة التنفيذية لتقوم بمهامها الخدمية والتنموية”.

ودعا الهندي، قيادات البني عامر للجلوس مع شبابهم كما حدث منهم؛ لإنزال البنود على أرض الواقع وحل الإشكاليات من جذورها وإزالة الاحتقان بين القبيلتين، والاتجاه لخدمة المجتمع.