حروف ثائرة

سهام منصور

طالعت خبر إرجاع مسافرين اثنين قادمين من  اسطنبول على متن طائرة شحن.. حزنت جداً لتكبدهم عناء تلك الرحلة الطويلة، ثم باءت محاولاتهم بالفشل. وبغض الطرف عن ظروف هذين الشخصين وإلى أي نافذ هم مقربون، إلا أن دخولهم إلى البلاد في ظل قانون الطوارئ؛ الذي حال من دخول الآلاف من العالقين بالخارج كان فيه شئ من العدل والمساواة، وإن دخلوها لكان هناك الأثر السالب على ثقة المواطنين التي تلاشت شيئاً فشيئاً من الحكومة الحالية التي لانعلم  بأي عمل تقوم وبماذا هي منشغلة الآن.

نقول لها هناك بعض القضايا تحتاج إلى قرارات سريعة.. وإن أساليب المماطلة في اتخاذ قرارات مثل عودة  العالقين يدل على عدم  مقدرة  المعنين بالأمر على إدارة الأزمة.. تفاقمت أوضاع العالقين بالخارج.. وما أثار حفيظتي مشاهدة “لايف” لأحد الشباب يتحدث عن حرائر بلادي وهن يفترشن الأرض ويتسولن لقمة العيش، وإحداهن ترسل نداءً استغاثة لحكومتها؛ وحكومتها غارقة في الاجتماعات المغلقة والمعلنة لاتجيد سوى التأكيد على المدنية لنيل الحرية والسلام والعدالة.

حسناً وماذا عن (الكرامة) .. ماحدث بعد الثورة من فشل في إدارة الدولة، أصبح المواطن الآن همه أن يعيش بأمن وكرامة.. لايهمنا إن كانت مدنية أم عسكرية .. مايهمنا الآن من يستطيع أن يلبي مطالب الشعب الذي صنع الثورة…وسلمها في طبق من ذهب لأولئك العائدين من دول المهجر.. وهم ليس  لديهم الكثير من الوقت ليتفهموا لماذا ثرنا.. تأخر قيام  المجالس التشريعية وقانون الحظر أتاح لهم الفرصة ليفعلوا مايحلو لهم… بعد الانتقالية ستأتي الانتخابات بحسب قولهم وسيكون بيننا وبينهم صناديق الاقتراع ان (صدقوا).. والخيبة ثم الخيبة إن تعثرنا من ذات الحجر.